إليها الفاكه، فأخذ بيدها، فنزعت يدها من يده، وقالت: «إليك عني! والله لأجهدن أن يكون ذلك من غيرك» . فتزوجها أبو سفيان بن حرب فجاءت بمعاوية.
قيل: وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعس بنفسه، فسمع امرأة تقول:
ألا سبيل خمرٍ فأشربها ... أم هل سبيلٌ إلى نصر بن حجاج
إلى فتى ماجد الأخلاق ذي كرمٍ ... سهل المحيا كريمٍ غير ملجاج
فقال عمر: «أما ما دام عمر إماماً فلا» ، فلما أصبح قال: «علي بنصر بن الحجاج» ، فأتي به، فإذا هو رجل جميل، فقال: «اخرج من المدينة» قال: «ولم وما ذنبي» ؟ قال: «اخرج فو الله ما تساكنني» ، فخرج حتى أتى البصرة وكتب إلى عمر رضي الله عنه:
لعمري لئن سيرتني وحرمتني ... ولم آت اثما إنّ ذا لحرام
وما لي ذنبٌ غير ظنٍ ظننته ... وبعض تصاديق الظنون إثام
وإن غنت الذلفاء يوماً بمنيةٍ ... فبعض أماني النساء غرام «1»
فظن بي الظن الذي لو أتيته ... لما كان لي في الصالحين مقام
ويمنعها مما تمنت حفيظتي ... وآباء صدقٍ سالفون كرام
ويمنعها مما تمنت صلاتها ... وبيتٌ لها في قومها وصيام
فهذان حالانا فهل أنت مرجعي ... فقد جب مني غاربٌ وسنام
قال: فرده عمر بعد ذلك لما وصف من عفته. ويروى أيضاً أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، كان يعس بالمدينة ذات ليلة، إذا سمع امرأة تهتف وتقول:
تطاول هذا الليل واسود جانبه ... وأرقني إذ لا خليل ألاعبه