فو الله لولا الله لا رب غيره ... لزعزع من هذا السرير جوانبه
ولكن ربي والحياء يكفني ... وأكرم بعلي إن توطأ مراكبه
قال: فرجع عمر إلى منزله، فسأل عن المرأة، فإذا زوجها غائب، فسأل ابنته حفصة: «كم تصبر المرأة عن الرجل» ؟ فسكتت، واستحيت، وأطرقت فقال: «أربعة أشهر، خمسة أشهر، ستة أشهر» ؟ فرفعت طرفها تعلم أنها لا تصبر أكثر من ستة أشهر، فكتب إلى صاحب الجيش أن يقفل من الغزو الرجل إذا أتت ستة أشهر إلى أهاليهم.
وغزا من الأنصار وله جار يهودي، فأتى امرأته، واستلقى ذات ليلة على ظهره، وأنشأ يقول:
وأشعث غره الإسلام مني ... خلوت بعرسه ليل التمام
أبيت على ترائبها ويضحي ... على جرداء لاحقة الحزام
فسمع ذلك جار له، فضربه بالسيف حتى قطعه، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: «أنشد الله رجلاً كان عنده من هذا علم إلا قام» . فقام الرجل فحدثه، فقال: «أحسنت أحسنت» ، وتمام الأبيات:
كأن مجامع الزبلات منها ... فئامٌ قد جمعن إلى فئام
ومنه أخبار العرب، قيل: لما خرج امرؤ القيس بن حجر إلى قيصر ملك الروم ليسأله النصرة على بني أسد لقتلهم أباه حجر بن الحارث راسل بنت قيصر، وأراد أن يختدعها عن نفسها، وبلغ ذلك قيصر، وأراد أن يقتله، فتذمم من ذلك، وأمر بقميص فغمس في السم، وقال لامريء القيس: «البس هذا القميص فإني أحببت أن أوثرك به على نفسي لحسنه وبهائه» ، فعمل السم، في جسمه، وكثرت فيه القروح، فمات منها، فسمي ذا القروح، وقد كان قيل لقيصر قبل ذلك أنه هجاه فعندها يقول:
ظلمت له نفسي بأن جئت راغباً ... إليه وقد سيرت فيه القوافيا
فإن أك مظلوماً فقدماً ظلمته ... وبالصاع يجزي مثل ما قد جزاينا