روي أنه إذا أغير الرجل في أهله، أو في بعض مناكحه، أو مملوكته فلم يغر، بعث الله، جل اسمه، إليه طيراً يقال له: (القرقفنة) حتى يسقط على عارضة بابه، ثم يمهله أربعين صباحاً يهتف به: (إن الله غيور يحب كل غيور) ، فإن هو تغير وأنكر ذلك، وإلا طار حتى يسقط على رأسه، فيخفق بجناحيه على عينيه، ثم يطير عنه، فينزع الله منه روح الإيمان، وتسميه الملائكة: الديوث.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: باعدوا بين أنفاس الرجال والنساء فإن كانت المعاينة واللقاء كان الداء الذي لا دواء له. وروي أن امرأة ذات عقل ورأي حملت من فاجر، فقيل لها في ذلك، فقالت: قرب الوساد وطول السهاد، تريد قرب مضجعه منها وطول مسارته إياها. وقال صلى الله عليه وسلم: النساء حبائل الشيطان، وقال سعيد بن مسلم: «لأن يرى حرمتي آلف رجل على حال تكشف وهي لا تراهم، أحب إلي من أن ترى حرمتي رجلاً مواجهة» وقيل لعقيل بن علفة: ألا تزوج بناتك؟ فقال: أجيعهن فلا يأشرن، وأعريهن فلا يظهرن، فوافق إحدى كلمتيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: الصوم وجاء السيئة، والأخرى قول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: استعينوا عليهن بالعري. وغاية أموال الرجال وكسبهم وهمهم وما يملكون، إنما هو مصروف إلى النساء، فلو لم يكن إلا ما يعد لهن من الطيب والحلى، والكساء والفرش والآنية، كان في ذلك ما كفى، ولو لم يكن إلا الاهتمام بالحفظ والحراسة وخوف العار من خيانتهن، والجناية عليهن، لكان في ذلك المئونة العظيمة، والمشقة الشديدة، غير أن أولى الأشياء بالرجال حفظهن