بصر بامرأة قد قامت عن بنات لها، فسألت إحداهن: (أين تذهبين) ؟
قالت: إلى الخلاء، ثم خرجت إلى بيوت الحي فعارضها رجل فمضيا جميعاً، ولقمان ينظر، فوقع الرجل عليها، وقضى حاجته منها، فقالت المرأة: هل لك أن أتماوت على أهلي، فإنما هو ثلاثة أيام أكون في رجمي، ثم تجيء: فتستخرجني فنتمتع، فقال الرجل افعلي؛ وكان اسمه الخلي، وزوج المرأة اسمه الشجي فقال لقمان: ويل للشجي من الخلي فذهبت مثلاً، فلم تلبث المرأة إلا أياما حتى تماوتت على أهلها، وكان الميت منهم إذا مات تجعل فوقه الحجارة ولم تكن إذ ذاك قبور، فلما كان اليوم الثالث، جاءها خليلها فأخرجها، وانطلق بها إلى منزله، وتحول الحي من ذلك المكان، وخافت المرأة أن تعرف فجزت شعرها، وتركت لنفسها جمة، فبينا هم كذلك، إذ خرج بنات المرأة فإذا هن بامرأة جالسة ذات جمة، فقالت الصغرى: (أمي والله) ، قالت الوسطى: (صدقت والله) ، قالت المرأة: كذبتما ما أنا لكما بأم، قالت الكبرى:
صدقت! والله لقد دفنا أمنا غير ذات جمة، ما كان لأمنا إلا لمة قالت الصغرى: هبك أنكرت أعلاها، أما تعرفين أخراها فتعلقت به، فقالت:
صغراهن مراهن، فذهبت مثلاً. واجتمع الناس، وجاء زوج المرأة، فارتفعوا إلى لقمان فقالوا: أحكم بيننا، فقال لقمان: عند جهينة الخبر اليقين فذهبت مثلاً.
وكان يلقب بجهينة، فقال لقمان للمرأة: أخبرك أم تخبريني؟
قالت: بل قل، قال: إنك قلت لهذا إني متماوتة على أهلي، فإذا دفنوني في رجمي، جئت فاستخرجتني، وأتنكر لهم فلا يعرفونني، فنتنعم ما بقينا، فاعترفت المرأة فقيل للقمان: أحكم بيننا، قال: ارجموها كما رجمت نفسها، فحفر لها حفرة وألقوها، فيها ورجموها، وكانت أول مرجومة في العرب، ثم إن زوجها تعلق بالخلي فقال: يا لقمان هذا فراق بيني وبين أهلي، فقال لقمان: لكل ذكر أنثى، ولكل أول آخر، فرق بينك وبين أنثاك، ونفرق بين ذكره وبين أنثييه، فقطع ذكره، فمات.