قيل: كانت أم الحجاج بن يوسف، الفارغة بنت همام بن عروة بن مسعود، وكانت عند المغيرة بن شعبة، فرآها يوم تتخلل بكرة، فقال:
«أنت طالق، والله لئن كان هذا من غذاء يومك لقد شرهت، وإن كان من عشاء أمسك لقد انتنت» . فقالت: «لا يبعد الله غيرك، والله ما هو إلا من السواك، فخلف عليها بعده يوسف أبو الحجاج، فأولدها الحجاج، وفيها أشعار، منها:
أهاجتك الظعائن يوم بانوا ... بذي الزي الجميل من الأثاث
ظعائن أسلكت نقب المنقى ... تحث إذا ونت أي احتثاث
كأن على الحدائج يوم بانوا ... نعاجاً ترتعي بقل البراث»
تؤمّل أن تلاقي أهل بصرى ... فيالك من لقاء مستراث
تهيجنا الحمام إذا تداعى ... كما سجع النوائح بالمراثي
وفي زينب أخت الحجاج، يقول النميري:
ولم تر عيني مثل سربٍ رأيته ... خرجن من التنعيم معتمرات
ولما رأت ركب النميري أعرضت ... وكن من أن يلقينه حذرات
تضوع مسكاً بطن نعمان إذ مشت ... به زينب في نسوة عطرات
مرون بفخ ثم رحن عشيةً ... يلبين للرحمن مؤتجرات