أسماء وسلسل، ولي أم وأخوان» ، فكتب فأتى بهم، فتزوج جعفر بن المنصور سلسل، فولدت منه زبيدة، واسمها سكينة، تزوجها الرشيد، وبقيت اسماء بكرا، فقال المهدي للخيزران: «قد ولدت رجلين، وقد بايعت لهما، وما أحب أن تبقى أمة، وأحب أن أعتقك، وتخرجين إلى مكة، وتقدمين فأتزوجك» . قالت: «الصواب رأيت» ، فأعتقها وخرجت إلى مكة، فتزوج المهدي أختها أسماء، ومهرها ألف ألف درهم، فلما أحس بقدوم الخيزران، استقبلها فقالت: «ما خبر أسماء وكم وهبت لها» ؟ قال: «من أسماء» ؟ قالت: «امرأتك» ، قال: «إن كانت اسماء امرأتي فهي طالق» ، فقالت له: «طلقتها حين علمت بقدومي» ، قال:
«أما إذا علمت، فقد مهرتها ألف ألف درهم، ووهبت لها ألف ألف درهم» ، ثم تزوج الخيزران.
قال: كانت نخلة، جارية الحسين الخلال، قبل أن يتولى المتوكل الخلافة، تقعد بين يديه وتغنيه، فولدت للحسين ابناً، فلما ولي المتوكل الخلافة، طرقه ليلاً، فقال له الحسين: «زرتنا، جعلت فداك» ، قال:
«اشتهيت أن أسمع غناء نخلة» . فأخرجها إليه مطمومة الشعر، فقال: «يا خلال أليس قد ولدت منك ابناً» ؟ قال: «بلى» ، قال: «فأنا أحب أن تعتقها» . قال: «فإنها حرة» ، قال: «فأشهد إني قد تزوجتها، قومي يا نخلة» . فاشتد ذلك على الحسين، فعوضه منها خمسة عشر ألف دينار، وحول إليه نخلة. قيل: ووصف للمتوكل ابنة لسليمان بن القاسم بن عيسى بن موسى الهادي، وعدة من الهاشميات، فحملن إليه، وعرضن عليه، فاختارها من بينهن، وصرف البواقي، ونزلت منه منزلة حتى ساوى بينها وبين قبيحة في المنزلة؛ وكانت جارية لها لباقة وملاحة، ووصفت له ريطة بنت العباس بن علي، فحملت إليه، فتزوجها ثم سألها أن تطم شعرها، وتتشبه بالمماليك، فأبت عليه، فأعلمها إن لم تفعل فارقها. فاختارت الفرقة، فطلقها؛ ووصفت له عائشة بنت عمرو بن الفرج الرخجي، فوجه في جوف الليل، والسماء تهطل، إلى عمر أن أحمل إلي عائشة، فسأله أن يصفح عنها، فإنها القيمة بأمره، فأبى، فانصرف عمر وهو يقول: «اللهم قني شر