قال: «وسلها عما في بطنها مني هو أم من غيري» ؟ قالت: «منك ووددت أنه في بطني من كلب» ، قال الرجل: «أصلح الله الأمير فما تريد المرأة إلا أن تطعم وتكسي وتنكح» ، قال: «صدقت فخذ بيدها» .
قال: خرج رجل مع قتيبة بن مسلم إلى خراسان، وخلف امرأة يقال لها هند من أجمل نساء زمانها، فلبث هناك سنين، فاشترى جارية اسمها جمانة، وكان له فرس يسميه الورد فوقعت الجارية منه موقعاً، فأنشأ يقول:
ألا لا أبالي اليوم ما فعلت هند ... إذا بقيت عندي الجمانة والورد
شديد مناط القصريين إذا جرى ... وبيضاء مثل الرئم زينها العقد
فهذا لأيام الهياج وهذه ... لحاجة نفسي حين ينصرف الجند
فبلغ ذلك هنداً فكتبت إليه:
ألا أقره مني السلام وقل له ... عنينا بفتيان غطارفةٍ مرد
فهذا أمير المؤمنين أميرهم ... سبانا وأغناكم أراذلة الجند
إذا شاء منهم ناشيء مد كفه ... إلى كبد ملساء أو كفلٍ نهد
فلما قرأ كتابها، أتى به إلى قتبية، فأعطاه إياه، فقال له: «أبعدك الله، هكذا يفعل بالحرة» وأذن له في الانصراف.
قال وسمع عمر بن الخطاب امرأة تنشد وتقول:
فمنهن من تسقى بعذبٍ مبردٍ ... نقاخٍ فتلكم عند ذلك قرت
ومنهن من تسقى بأخضر آجنٍ ... أجاجٍ فلولا خشية الله فرت
فأمر بإحضار زوجها، فوجده متغير الفم، فخيره جارية من المغنم أو خمسمائة درهم على طلاقها، فاختار الخمسمائة، فدفعت إليه، وخلى سبيلها.
وحكي عن الفضل بن الربيع أنه كان بمكة، ومعه الفرج الرخجي، وكان الفضل صبيحاً ظريفاً، والفرج دميماً قبيحاً، فخرجا إلى الطواف، ثم