رأي المرأة بالرجل

ذكروا أن الأخطل «1» كانت عنده امرأة، وكان بها معجبا، قطلقها وتزوج بمطلقة رجل من بني تغلب، وكانت بالتغلبي معجبة، فبينا هي ذات يوم جالسة مع الأخطل، إذ ذكرت زوجها الأول، فتنفست الصعداء، ثم ذرفت دموعها، فعرف الأخطل ما بها، فذكر امرأته الأولى، وأنشأ يقول:

كلانا على وجدٍ يبيت كأنما ... بجنبيه من مس الفراش قروح

على زوجها الماضي تنوح وزوجها ... على الطلة الأولى كذاك ينوح

قيل: وخاصمت امرأة زوجها إلى زياد فجعلت تعيبه، وتقع فيه، فقال الزوج: «أصلح الله الأمير، إن شر المرأة كبرها، إن المرأة إذا كبرت عقم رحمها، وبذأ لسانها، وساء خلقها، والرجل إذا كبر استحكم رأيه، وقل جهله» . قال: «صدقت» ، وحكم له بها.

وذكروا أن امرأة أتت عبيد الله بن زياد، وكانت ذات شحم وجسم وجمال، مستعدية على زوجها، وكان أسود دميم الخلقة، فقال: «ما بال هذه المرأة تشكوك» ؟ قال: «أصبح الله الأمير سلها عما ترى من جسمها وشحمها أمن طعامي أم من طعام غيري» ؟ قالت: «من طعامك، أفتمن عليّ بطعام أطعبيه، والكلاب تأكل» ؟ قال: «سلها عن كسوتها من مالي هي أم من مال غيري» ؟ قالت: «من مالك، أفتمن علي بثوب كسوتنيه» ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015