شاب يقال له «عروة» ، فوقعت في قلبه، فجعل يطالعها، ولا يقدر على أكثر من ذلك، فاشتد وجده بها، فلما انقضت السنة، وأرادوا الرجوع إلى منازلهم، دعا بعض جواري الحي، فقال: «يا ابنة الكرام هل لك في يد تتخذين بها عندي شكراً» ؟ قالت: «ما أحوجني إلى ذلك» ، قال:

تنطلقين إلى خيمة فلانة كأنك تقتبسين ناراً، فإذا أنت جلست فقولي حيث تسمع زينب:

ألا هل لنا قبل التفرق ليلةٌ ... ويومٌ فتقضي كل نفسٍ مناها

فانطلقت الجارية ففعلت ذلك، فلما سمعت زينب قولها وكانت تفلي رأس زوجها، وكان عنده أخ له، فقالت مجيبة لها:

لعمري لقد طال ال مقامة هاهنا ... لو أن لحب حاجةً لقضاها

فسمع أخو الزوج قول الجارية، وجواب زينب، فقال:

ألا يعلم الزوج المفلى بأنها ... رسالة مشغوف الفؤاد رجاها

فانتبه الزوج لأمرهم، وعرف ما أرادت، فقال:

لحى الله من لا يستقيم بوده ... ومن يمنح النفس الطروب هواها

انطلقي يا زينب فأنت طالق. فخرجت من عنده وبعثت إلى عروة فأعلمته، وأقامت حتى انقضت عدتها، ثم تزوجته.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015