لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» . قال: فضجر كثير وقال: «ومن أنت» ؟

فسكتت، ولم تجبه بشيء، فسأل الموالي التي في الخيام عنها، فلم يخبرنه، فضجر واختلط عقله، فلما سكن قالت: أنت الذي تقول:

متى تنشرا عني العمامة تبصرا ... جميل المحيا أغفلته الدواهن

أهذا الوجه جليل؟ إن كان كاذباً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» ، فاختلط وقال: «لو عرفتك لفعلت وفعلت» . فلما سكن قالت له: أنت الذي تقول:

يروق العيون الناظرات كأنه ... هر قليّ وزنٍ أحمر التبر راجح

أهذا الوجه الذي يروق الناظرات؟ إن كنت كاذباً فعليك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» . قال: فازداد ضجراً واختلط، وقال: «لو عرفتك والله لقطعتك وقومك هجاء» . ثم قام فاتبعته طرفي حتى توارى عني، ثم نظرت إلى المرأة، فإذا هي قد غابت عني، فقلت لمولاة من بنات قديد: «لك الله على أن أخبرتني من هذه المرأة أن أطوي لك ثوبي هذين، إذا قضيت حجي، ثم أعطيكهما» . فقالت: «والله لو أعطيتني زنتهما ذهباً، ما أخبرتك من هي؟ هذا كثير مولاي لم أخبره» . قال القرشي: فرحت وبي أشد مما بكثير.

قيل: وقدم كثير الكوفة، وكان شيعياً من أصحاب محمد بن الحنفية، فقال: «دلوني على منزل قطام» ، قيل له: «وما تريد منها» ؟ قال: «أريد أن أوبخها في قتل علي بن أبي طالب صلوات الله عليه» ، فقيل له: «عد عن رأيك فإن عقلها ليس كعقول النساء» ، قال: «لا والله لا أنتهي حتى أنظر إليها وأكلمها» . فخرج يسأل عن منزلها حتى دفع إليها، فاستأذن فأذنت له، فرأى امرأة برزة قد تخددت، وقد حنا الدهر من قناتها، فقالت: «من الرجل» ؟ قال: «كثير بن عبد الرحمن» ، قالت: «التيمي الخزاعي» ؟ قال: «التيمي الخزاعي» ، ثم قال لها:

«أنت قطام» ؟ قالت: «نعم» ، قال: «أنت صاحبة علي بن أبي طالب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015