«فباطل ما قال أبوك» ! قالت: «فما قال» ؟ قلت، قال:

كم ناقة قد وجأت منحرها ... لمستّهلّ الشؤبوب أو جمل

قالت: «يا عماه فذلك القول من أبي أصارنا إلى أن ليس عندنا شيء» ، قال وأتى زيادٌ الأقطع باب الفرزدق، وكان له صديقا، فخرجت إليه ابنة الفرزذق، وكانت تسمى «مكية» ، وأمها حبشية، فقال لها: «ما اسمك» ؟ قالت: «مكية» قال: «ابنة من» ؟ قالت: «ابنة الفرزدق» ، قال: «فأمك» ؟ قالت: «حبشية» ، فأمسك عنها فقالت: «ما بال يدك مقطوعة» ؟ قال: «قطعها الحرورية» ، قالت: «بل قطعت في اللصوصية» ، قالت: «عليك وعلى أبيك لعنة الله» ، وجاء الفرزدق فأخبر بالخبر، فقال:

«أشهد أنها بنتي» ، وأنشأ يقول:

حام إذا ما كنت ذا حميه ... بدارميّ بنته صبيه

صمحمح مثل أبي مكيه

وحدث سليمان بن عباس السعدي قال: كان كثير يلقى حاج أهل المدينة بقديد على ست مراحل، ففعل عاماً من الأعوام غير يومهم الذي نزلوا فيه، فوقف حتى ارتفع النهار، فركب جملاً في يوم صائف، ووافى قديدا وقد كل بعيره وتعب، فوجدهم قد ارتحلوا، وقد بقي فتى من قريش، فقال الفتى لكثير: «اجلس» . قال: فجلس كثير إلى جنبي، ولم يسلم علي، فجاءت امرأة وسيمة جميلة، فجلست إلى خيمة من خيام قديد، واستقبلت كثيراً فقالت: «أنت كثير» ؟ قال: «نعم» ، قالت: «أنت ابن أبي جمعة» ؟

قال: «نعم» ، قالت: أنت الذي تقول:

وكنت إذا ما جئت أجللن مجلسي ... وأضمرن مني هيبةً لا تجهما

قال: «نعم» ، قالت: «فعلى هذا الوجه هيبة، إن كنت كاذبا فعليك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015