ومرض جرير مرضة شديدة، فعادته قيس، فقال: [1] [البسيط]
نفسي الفداء لقوم زيّنوا حسبي ... وإن مرضت فهم أهلي وعوّ ادي
لو خفت ليثا أبا شبلين ذا لبد ... ما أسلموني لليث الغابة العادي
إن تجر طير بأمر فيه عافية ... أو بالرحيل فقد أحسنتم زادي [2]
وحدّت العباس بن الفرج [3] في إسناد ذكره، قال: نظر إلى عمرو بن العاص على بغلة قد شمط وجهها [4] هرما، فقيل له: أتركب هذه البغلة وأنت على أكرم ناخرة [5] بمصر قادر؟ فقال: لا ملل عندي لدابتي ما حملت رجلي، ولا لا مرأتي ما أحسنت عشرتي، ولا لصديقي ما حفظ سري، إن الملل من كواذب الأخلاق.
وقال عمرو لعائشة: «لوددت أنّك قتلت يوم الجمل، قالت: ولم لا أبا لك؟ قال: كنت تموتين بأجلك، وتدخلين الجنة، ونجعلك أكبر التشنيع على عليّ «صلى الله عليه» . [6]
روى أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد الرفاعي، عن أبي الطيّب [22 ظ] ،