من أهل البصرة، يروي عن البصريين علي بن زيد بن جدعان وغيره، روى عنه المكي بن إبراهيم والناس، منكر الحديث جدًّا، ينفرد بأشياء مناكير لا تشبه حديث الثقات، يبطل الاحتجاج به فيما وافقهم من الروايات.
وهو الذي يروي عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن سمرة، قال: خرج علينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن في مسجد المدينة فقال: "لَقَدْ رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ عَجَبًا، رَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي جَاءَهُ مَلَكُ الْمَوْتِ لِيَقْبِضَ روُحَهُ، فَجَاءَهُ بِرُّهُ بِوَالِدَيْهِ فَرَدَّهُ عَنْهُ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَدْ بُسِطَ عَلَيْهِ عَذَابُ الْقَبْرِ، فَجَاءَهُ وُضُوؤُهُ فَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ ذَلِكَ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَدِ احْتَوَشَتْهُ الشَّيَاطِينُ، فَجَاءَهُ ذِكْرُ اللَّهِ فَخَلَّصَهُ مِن بَيْنِهِمْ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي قَدِ احْتَوَشَتْهُ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ، فَجَاءَتْهُ صَلَاتُهُ فَاسْتَنْقَذَتْهُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي يَلْهَثُ عَطَشًا كُلَّ مَا وَرَدَ حَوْضًا امْتَنَعَ، فَجَاءَهُ صِيَامُهُ فَسَقَاهُ وَأَرْوَاهُ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتي وَالنَّبِيُّونَ قُعُودٌ حِلقًا حِلَقًا، كُلَّ مَا انْتَهَى إِلَى حَلَقَةٍ رُدَّ، فَجَاءَهُ اغْتِسَالهُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَأَخَذَ بِيَدِهِ فَأَجْلَسَهُ فِي حَلَقَةٍ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي بَيْنَ يَدَيْهِ ظُلْمَةٌ، وَمِنْ خَلْفِهِ ظُلْمَةٌ، وَعَنْ يَمِينِهِ ظُلْمَةٌ، وَعَنْ شِمَالِهِ ظُلْمَةٌ، وَمِنْ فَوْقِهِ ظُلْمَةٌ، وَمِنْ تَحْتِهِ ظُلْمَةٌ، وَهُوَ مُتَحَيِّرٌ فِيهَا، فَجَاءَهُ حَجُّهُ وَعُمْرَتُهُ فَاسْتَخْرَجَاهُ مِنْ تِلْكَ الظُّلْمَةِ وَأَدْخَلَاهُ النُّورَ، وَرَأَيْتُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي يُكَلِّمُ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يُكَلِّمُونَهُ، فَجَاءَه صِلَةُ الرَّحِم، فَقَالتْ: يَا مَعْشَرَ الْمُؤْمِنِينَ كَلِّمُوهُ وَصَافِحُوهُ، فَقَدْ كَانَ وَاصِلًا لِرَحِمِهِ، فَكَلَّمَهُ الْمُؤْمِنُونَ وَصَافَحُوهُ، وَدَخَلَ مَعَهمْ" وذكر حديثًا طويلًا مشهورًا تركت ذكرته لشهرته (?).
حدثناه الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة من كتابه، قال: حدثنا عامر بن سيار، قال: حدثنا مخلد بن عبد الواحد أبو الهذيل البصري،