في حالة من الأحوال إلا أن يظهر منه ضد الجرح، حتى يكون أكثر أحواله طاعة الله عز وجل فحينئذ يحتج بخبره، فأما قبل ظهور ذلك عنه فلا.
أخبرنا محمد بن سعيد القزاز، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا معن، قال: سمعت مالكًا يقول: أربعة لا يكتب عنهم: رجل سفيه معروف بالسفه، وصاحب هوىً داعية إلى هواه، ورجل صالح لا يدري في ما يحدث، ورجل يكذب في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسائرهم يكتب عنهم.
سمعت محمد بن المنذر، يقول: سمعت عباس، يقول: سمعت يحيى بن معين، يقول وذكرت له شيخًا كان يلزم ابن عيينة يقال له: ابن مبادر، فقال: أعرفه كان يرسل العقارب في المسجد الحرام حتى تلسع الناس، وكان يصب المداد بالليل في المواضع التي يتوضأ منها، حتى تسود وجوه الناس، ليس يروي عنه رجل فيه خير.
قال أبو حاتم: ومنهم المدلس عمن لم يره، كالحجاج بن أرطاة وذويه، كانوا يحدثون عمن لم يروه، ويدلسون حتى لا يعلم ذلك منهم.
سمعت محمد بن عمرو بن سليمان، يقول: سمعت محمد بن يحيى الذهلي، يقول: الحجاج بن أرطاة لم يسمع من الزهري ولم يره.
أخبر أحمد بن سليمان، قال: سمعت هشيمًا، يقول: قال لي الحجاج بن أرطاة: صف لي الزهري.
أخبرني محمد بن المنذر، قال: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثنا زيد بن يحيى الأنماطي، قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرّة، عن ابن أبي أوفى، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: "اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ فُلَانٍ" فحدث به الحجاج بن أرطاة، فقال: هذا أصل، ثم سمعته يحدث عمرو بن مرّة، فقلت: سمعته منه؟ فقال: إذا حدثتني به فلا أبالي أن لا أسمعه.