كحبر الرجال- يقول: سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول: لعن غياث داود الأودي، عن الشعبي، عن علي، قال: لا يكون مهرًا أقلّ من عشرة دراهم فصار يحدث.
سمعت محمد بن المنذر، يقول: سمعت أحمد بن واضح، يقول: كان هانىء بن المتوكل لم يكن أول أمره يحدث بشيء من هذه المناكير، إنما أدخلوا عليه بعد ما كبر الشيخ.
قال أبو حاتم: ومنهم من سبق لسانه حتى حدث بالشىء الذي أخطأ فيه وهو لا يعلم، ثم تبين له وعلم فلم يرجع عنه وتمادى في روايته ذلك الخطأ بعد علمه أنه أخطأ فيه أول مرّة، من كان هكذا كان كذابًا، ومن صح عليه الكذب استحق الترك.
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران مولى ثقيف، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: سمعت نعيم بن حماد، يقول: سمعت ابن مهدي، يقول: قلت لشعبة: من الذي نترك الرواية عنه؟ قال: إذا تمادى في غلط مجتمع عليه، ولم يتهم نفسه عند اجتماعهم على خلافه، أو رجل يتهم بالكذب.
أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني، قال: أخبرنا أبو داود السجستاني، قال: حدثنا مجاهد بن موسى، قال: حدثنا عفان، قال، سمعت شعبة، يقول: لو قيل لعاصم بن عبيد الله: من بنى مسجد البصرة؟ لقال: فلان بن فلان عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال أبو حاتم: ومنهم المعلن بالفسق والسفه وَإن كان صدوقًا في روايته، لأن الفاسق لا يكون بعدل [عدلًا]، والعدل لا يكون مجروحًا، ومن خرج عن حد العدالة لا يعتمد على صدقه وإن صدق في شيء بعينه