قال أبو حاتم: ومنهم من امتحن بابن سوءٍ أو ورَّاقِ سوءٍ كانوا يضعون له الحديث، وقد أمن الشيخ ناحيتهم، فكانوا يقرؤون عليه، ويقولون له: هذا من حديثك، فيحدث به، فالشيخ في نفسه ثقة، إلا أنه لا يجوز الاحتجاج بأخباره ولا الرواية عنه لما خالط أخباره الصحيحة الأحاديث الموضوعة.
وجماعة من أهل المدينة امتحنوا بحبيب بن أبي حبيب الوراق، كان يدخل عليهم الحديث، ممن سمع بقراءته عليهم فسماعه لا شيء.
وكذلك كان عبد الله بن ربيعة القدامي بالمصيصة كان له ابن سوءٍ يدخل عليه الحديث عن مالك وإبراهيم بن سعد وذويهما.
وكان منهم سفيان بن وكيع بن الجراح، كان له وراق يقال له: قرطُمة [قرطبة] يدخل عليه الحديث في جماعة مثل هؤلاء يكثر عددهم.
أخبرني محمد بن عبد الله ببيروت، قال: حدثنا جعفر بن أبان الحافظ، قال: سألت ابن نمير، عن قيس بن الربيع؟ فقال: كان له ابن هو آفته، نظر أصحاب الحديث في كتبه، فأنكروا حديثه، وظنوا أن ابنه قد غيرها.
قال أبو حاتم: ومنهم من أدخل عليهم شيء من الحديث وهو لا يدري.
فلما تبين له لم يرجع عنه، وجعل يحدث به آنفًا من الرجوع عما خرج منه، وهذا لا يكون إلا من قلة الديانة والمبالاة بما هو مجروح في فعله، فإن سلم في أول وهلة وهو لا يعلم ما يحدث به ثم علم وحدث بعد العلم بما ليس من حديثه وإن كان شيئًا يسيرًا، فقد دخل في جملة المتروكين لتعديه ما ليس له.
سمعت محمد بن إسحاق الثقفي، يقول: سمعت أبا سيار - وكان