سمع ابن لهيعة منذ عشرين سنة فهو صحيح، قلت له: سمعت من ابن المبارك؟ قال: لا.
قال أبو حاتم: هذا إذا ميز بين حديثه المعروف عنه الذي حدث من كتابه وبين ما حدث بعد احتراق كتبه، وقد سبرت حديثه من رواية العبادلة عنه عبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد المقري وبين حديثه الذي حدث بعد احتراق كتبه، فَلَمَّا حدث بما ليس من حديثه بعد احتراق كتبه، فرأيت في القديم أشياء مدلسة وأوهامًا كثيرة تدل على قلة مبالاة كانت فيه قبل احتراق كتبه، فلما حدث بما ليس من حديثه بعد احتراق كتبه استحق الترك.
سمعت محمد بن إبراهيم العبدي، يقول: سمعت قتيبة بن سعيد، يقول: سمعت أحمد بن محمد بن سعيد القيسي، يقول: لما أحرق كتب ابن لهعية بعث إليه الليث بن سعد كالغد [من الغد] ألف دينار.
قال أبو حاتم: ومنهم من كثير خطؤه وفحش، وكاد أن يغلب صوابه فاستحق الترك من أجله، وإن كان ثقة في نفسه، صدوقًا في روايته، لأن العدل إذا ظهر عليه أكثر أمارات الجرح استحق الترث، كما أن من ظهر عليه أكثر علامات التعديل استحق العدالة.
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: سمعت نعيم بن حماد، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: قلت لشعبة: من الذي تترك الرواية عنه؟ قال: إذا أكثر عن المعروفين من الرواية ما لا يعرف أو أكثر الغلط.
أخبرنا إبراهيم بن عبد الواحد العنسي بدمشق، قال: حدثنا مضر بن محمد الأسدي، قال: سألت يحيى بن معين عن إسماعيل بن عياش؟ قال: إذا حدث عن الشاميين فحديثه صحيح، وإذا حدث عن العراقيين أو المدنيين خلط ما شئت.