منها وتركنا، فقال: لأي شيء تركتم هذا؟ اشتريته بأكثر مما اشتريت هذا.
قال أبو حاتم رحمه الله: ومنهم من كان يقلب الأخبار ويسوي الأسانيد، كخبرٍ مشهورٍ عن سالم، يجعله عن نافع، وآخر لمالك، يجعله عن عبيد الله بن عمر ونحو هذا كإسماعيل بن عبيد الله التيمي وموسى بن محمد البلقاوي وعمر بن راشد الساحلي وذويهم، وقد رأينا في عصرنا جماعة مثلهم يسوون الأحاديث سنذكرهم في هذا الكتاب بالفصول عنهم إن قضى الله عز وجل ذلك وشاءه.
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: حدثني محمد بن يحيى، قال: سمعت نعيم بن حماد، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: قلت لشعبة: من الذي نترك الرواية عنه؟ قال؛ إذا أكثر عن المعروفين من الرواية ما لا يعرف.
سمعت ابن خزيمة، يقول: سمعت أحمد بن الحسن الترمذي، يقول: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: توهمت أن بقية لا يحدث بالمناكير إلا عن المجاهيل، فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير، فعلمت من أين أتى.
قال أبو حاتم: ومنهم جماعة رأوا شيوخًا وسمعوا منهم، ثم ذكروا عنهم بعد موتهم بأحاديث لم يسمعوها منهم، فحفظوها، فلما احتيج إليهم ظفروا عليها وحدثوا بها عن الشيوخ الذين رأوهم من غير تدليس عنهم، وقد رأينا ضرب هذا جماعة من الشيوخ والكهول يفعلون نحو هذا، سنذكرهم فيما بعد إن شاء الله.
سمعت عبد الله بن جابر بطرسوس، يقول: سمعت جعفر بن محمد الأذني، يقول: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع، يقول: قال لي أخي إسحاق بن عيسى: ذاكرت محمد بن جابر ذات يوم بحديث لشريك عن أبي