وقد روى عباد بن كثير هذا عن حوشب، عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُصَلِّي يَتنَاثَرُ عَلَى رَأْسِهِ الْخَيْرُ مِنْ عَنَانِ السَّمَاءِ إِلَى مَفْرَقِ رَأْسِهِ، وَالْمَلَائِكَةُ مُحَفَّفَةٌ بِهِ مِنْ لَدُنْ قدَمَيْهِ إِلَى عَنَانِ السَّمَاءِ، وَمَلَكٌ يُنَادِي: لَوْ يَعْلَمُ هَذَا الْعَبْدُ مَنْ يُنَاجِي مَا انفتل" (?).
حدثنا الفضل بن محمد العطار بأنطاكية، قال: حدثنا علي بن سهل الرملي، قال: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء، عن عباد بن كثير، عن حوشب.
أصله من فارس، سكن أرسوف من فلسطين، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد، روى عنه أهل الشام، كان ممن غلب عليه التقشف والعبادة حتى غفل عن الحفظ والإتقان، وكان يأتي بالشيء على حسب الوهم حتى كثر المناكير في روايته على قلتها، فاستحق الترك.
كنيته أبو معمر، يروي عن أنس بن مالك، عداده في أهل البصرة، وروى عنه أهلها، منكر الحديث جدًّا، يروي عن أنس بن مالك ما ليس من حديثه، وما أراه سمع منه شيئًا، فلا يجوز الاحتجاج به فيما وافق الثقات، فكيف إذا انفرد بالأوابد والطامات؟
روى عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ، كُلُّ طَبَقَةٍ أَرْبَعُونَ عَامًا، فَطَبَقَتِي وَطَبَقَةُ أَصحَابِي أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيْمَانِ، ثُمَّ الَّذِينَ