قال أبو حاتم رضي الله عنه: ممن يعرف بالكنى من المجروحين من المحدثين:
من أهل الكوفة، يروي عن أبي بردة بن أبي موسى، روى عنه وكيع وأهل العراق، كان شيخًا صالحًا فاضلًا غلب عليه التقشف حتى صار يهم ولا يعلم، ويخطىء ولا يفهم، فبطل الاحتجاج به وإن كان ظاهر الصلاح، لأن قبول الأخبار يوافق الشهادات في معاني، ويخالفها في معاني، فكما لا يجوز قبول شهادة الشاهد إذا كان فاضلًا دينًا وهو لا يعقل كيفية الشهادة، ولا يدري كيف يؤديها، كذلك لا يجوز قبول الأخبار عن الدَّيِّن الفاضل إذا كان لا يعلم ما يؤدي ولا يعقل ما يحيل المعنى إذا حدث من حفظه، فأما إذا حدث من كتابه وضبط في الكتابة، فحينئذ يجوز قبول روايته إذا كان عدلًا عاقلًا.
وأبو بكر النهشلي وإن كان فاضلًا فهو ممن كثر خطؤه، وبطل الاحتجاج به إذا انفرد، وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات لم يجرح في فعله ذلك.