يستدمه فما ابتدأه, والبحتري قال: إنه يستديم صنيعه لا غيره، وذلك بعض ما ذكره أبو تمام.

وكذلك قال البحتري:

ادفع بأمثال أبي غالب ... عادية العدم أو استعفف1

أخذه ممن تقدمه حيث قال:

انتج الفضل أو تخال عن الدنيا ... فهاتان غاية الهمم

فالبحتري أخذ بعض هذا المعنى ولم يستوفه.

وكذلك ورد قول ابن الرومي:

زلتم على هام المعالي إذا ارتقى ... إليها أناس غيركم بالسلالم2

أخذه أبو الطيب المتنبي فقال:

فوق السماء وفوق ما طلبوا ... فإذا أرادوا غاية نزلوا3

وهذا بعض المعنى الذي تضمنه قول ابن الرومي؛ لأنه قال: إنكم نزلتم على هام المعالي، وإن غيركم يرقى إليها رقيا، وأما المتنبي فإنه قال: إنكم إذا أردتم غاية نزلتم، وأما قوله: "فوق السماء" فإنه يغني عنه قول ابن الرومي: "نزلتم على هام المعالي" إذ المعالي فوق كل شيء؛ لأنها مختصة بالعلو مطلقا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015