وهذا المعنى الذي أورده أبو الطيب مأخوذ من بيت منها وهو:

ما غاب عنكم من الإقدام أكرمه ... في الروع إذ غابت الأنصار والشيع

وليس في السرقات الشعرية أقبح من هذه السرقة، فإنه لم يكتف الشاعر فيها بأن يسرق المعنى حتى ينادي على نفسه أنه قد سرقه.

الضرب الرابع من السلخ:

وهو أن يؤخذ المعنى فيعكس، وذلك حسن يكاد يخرجه حسنه عن حد السرقة,

فمن ذلك قول أبي نواس:

قالوا عشقت صغيرة فأجبتهم ... أشهى المطي إلي ما لم يركب

كم بين حبة لؤلؤ مثقوبة ... لبست وحبة لؤلؤ لم تثقب1

فقال مسلم بن الوليد في عكس ذلك:

إن المطية لا يلذ ركوبها ... حتى تذلل بالزمام وتركبا

والحب ليس بنافع أربابه ... حتى يفصل في النظام ويثقبا2

ومن هذا الباب قول ابن جعفر:

ولما بدا لي أنها لا تريدني ... وأن هواها ليس عني بمنجلي

تمنيت أن تهوى سواي لعلها ... تذوق صبابات الهوى فترق لي3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015