أخذه ابن الرومي حيث قال:

أسالم قد سلمت من العيوب ... ألا فاسلم كذاك من الخطوب1

والذي عندي في الضرب المشار إليه أنه لا بد من مخالفة المتأخر المتقدم، إما بأن يأخذ المعنى فيزيده على معنى آخر، أو يوجز في لفظه، أو يكسوه عبارة أحسن من عبارته.

ومن هذا الضرب ما يستعمل على وجه يزداد قبحه، وتكثر البشاعة به، وهو أن يأخذ الشاعرين معنى من قصيدة لصاحبه على وزن وقافية، فيودعه قصيدة له على ذلك الوزن وتلك القافية، ومثاله في ذلك كمن سرق جوهرة من طوق أو نطاق ثم صاغها في مثل ما سرقها منه، والأولى به أن كان نظم تلك الجوهرة في عقد، أو صاغها في سوار أو خلخال ليكون أكتم لأمرها.

وممن فعل ذلك من الشعراء فافتضح أبو الطيب المتنبي حيث قال في قصيدته التي أولها:

غيري بأكثر هذا الناس ينخدع2

لم يسلم الكر في الأعقاب مهجته ... إن كان أسلمها الأصحاب والشيع

وهذه القصيدة مصوغة على قصيدة لأبي تمام في وزنها وقافيتها أولها:

أي القلوب عليكم ليس ينصدع3

طور بواسطة نورين ميديا © 2015