ولما أرسل المهلب بن أبي صفرة1 أبا الحسن المدائني2 إلى الحجاج بن يوسف يخبره أخبار الأزارقة كلمه كلاما موجزا كالذي نحن بصدد ذكره ههنا، وذاك أن الحجاج سأله، فقال: كيف تركت المهلب? فقال: ما أدرك ما أمل، وأمن مما خاف.
فقال: كيف هو لجنده? قال: والد رءوف.
قال: كيف جنده له? قال: أولاد بررة.
قال: كيف رضاهم عنه؟ قال: وسعهم بفضله، وأغناهم بعدله3.
قال: كيف تصنعون إذا لقيتم عدوا?4 قال: نلقاهم بجدنا "فنطمع فيهم"5، ويلقوننا بجدهم فيطمعون فينا"5، قال: كذلك الجد إذا لقي الجد.
"قال: فما حال قطري؟ قال: كادنا ببعض ما كدناه.
قال: فما منعكم من اتباعه، قال: رأينا المقام من ورائه خيرًا من اتباعه"5.