وإذا ما الماء واقعها ... أظهرت شكلًا من الغزل

لؤلؤات ينحدرن بها ... كانحدار الذر من جبل1

فشبه الحبب في انحداره بنمل صغار ينحدر من جبل، وهذا من البعد على غاية لا يحتاج إلى بيان وإيضاح.

واعلم أن من التشبيه ضربًا يسمى "الطرد والعكس"، وهو أن يجعل المشبه به مشبهًا والمشبه مشبهًا به، وبعضهم يسميه "غلبة الفروع على الأصول2"، ولا تجد3 شيئًا من ذلك إلا والغرض به المبالغة، فمما جاء من ذلك قول ذي الرمة4:

ورملٍ كأرداف العذارى قطعته ... إذا ألبسته المظلمات الحنادس5

ألا ترى إلى ذي الرمة6 كيف جعل الأصل فرعًا، والفرع أصلًا? وذاك أن العادة والعرف في هذا أن تشبه أعجاز النساء بكثبان الأنقاء7، وهو مطرد في بابه، فعكس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015