ترى فوقها نمشًا للمزاج ... تباذير لا يتصلن اتصالا
كوجه العروس إذا خططت ... على كل ناحيةٍ منه حالا
ومن هذا القسم قول مسلم بن الوليد:
تلقى المنية في أمثال عدتها ... كالسيل يقذف جلمودًا بجلمود1
وعلى هذا الأسلوب ورد قول العباس بن الأحنف2:
لا جزى الله دمع عيني خيرًا ... وجزى الله كل خيرٍ لساني
نم دمعي فليس يكتم شيئًا ... ووجدت اللسان ذا كتمان
كنت مثل الكتاب أخفاه طيٌ ... فاستدلوا عليه بالعنوان
وهذا من اللطيف البديع.
ويروى أن أبا نواس لما دخل مصر مادحًا للخصيب جلس يومًا في رهط من الأدباء، وتذكروا منازة بغداد، فأنشد مرتجلًا:
ذكر الكرخ نازح الأوطان ... فصبا صبوةً ولات أوان3
ثم أتم ذلك قصيدًا مدح به الخصيب، فلما عاد إلى بغداد دخل عليه العباس بن الأحنف، وقال: أنشدني شيئًا من شعرك بمصر فأنشده:
ذكر الكرخ نازح الأوطان