وعلى هذا النهج ورد قول أبي تمام1:
خلط الشجاعة بالحياء فأصبحا ... كالحسن شيب لمغرمٍ بدلال
وهذا من غريب ما يأتي في هذا الباب، وقد تغالت شيعة أبي تمام في وصف هذا البيت، وهو لعمري كذلك.
ومن هذا القسم أيضًا قوله2:
كم نعمةٍ لله كانت عنده ... فكأنها في غربةٍ وإسار
كسيت سبائب لؤمه فتضاءلت ... كتضاؤل الحسناء في الأطمار3
وكذلك قوله4:
صدفت عنه ولم تصدف مواهبه ... عني، وعاوده ظني فلم يخب
كالغيث إن جئته وافاك ريقه ... وإن ترحلت عنه لج في الطلب
وعلى هذا الأسلوب، ورد قول علي بن جبلة:
إذا ما تردى لأمة الحرب أرعدت ... حشا الأرض واستدمى الرماح الشوارع
وأسفر تحت النقع حتى كأنه ... صباحٌ مشى في ظلمة الليل طالع
وقد أحسن علي بن جبلة في تشبيهه هذا كل الإحسان، وكمثله في الحسن قوله أيضًا في تشبيهه الحبب فوق الخمر: