كأن العيس كانت فوق جفني ... مناخات فلما ثرن سالا1
فسأل عن المعنى، ففسر له فقال: ما سمعت بأكذب من هذا الشاعر أرأيت من أناخ الجمل على عينه لا يهلكه؟!.
ومن محاسن هذا القسم قول بعضهم:
تخيره الله من آدمٍ ... فما زال منحدرًا يرتقي
وكذلك قول الآخر:
بأبي غزالٌ غازلته مقلتي ... بين الغوير وبين شطي بارق2
عاطيته والليل يسحب ذيله ... صهباء كالمسك الفتيق لناشق3
وضممته ضم الكمي لسيفه ... وذؤابتاه حمائلٌ في عاتقي
حتى إذا مالت به سنة الكرى ... زحزحته شيئًا وكان معانقي
أبعدته عن أضلعٍ تشتاقه ... كي لا ينام على وسادٍ خافق
وهذا من الحسن والملاحة بالمكان الأقصى، ولقد خفت معانيه على القلوب حتى كادت ترقص رقصًا.
والبيت الأخير منه هو الموصوف بالإبداع، وبه وبأمثاله أقرت الأبصار بفضل الأسماع!