ومن هذا الضرب قول بعض المصريين يهجو إنسانًا يقال له: "ابن طليل" احترقت داره:
انظر إلى الأيام كيف تسوقنا ... طوعًا إلى الإقرار بالأقدار
ما أوقد ابن طليل قط بداره ... نارًا وكان هلاكها بالنار
وكذلك ورد قول ابن قلاقس1، من شعراء مصر:
زد رفعةً إن قيل أنغض2 ... وانخفض إن قيل أثرى
كالغصن يدنو ما اكتسى ... ثمرًا وينأى ما تعرى
وهذا من المعاني الدقيقة.
ومن هذا الأسلوب قول الشاعر المعروف بالحافظ في تشبيه البهار3 وهو:
عيون تبرٍ كأنما سرقت ... سواد أحداقها من الغسق
فإن دجا ليلها بظلمته ... ضممن من خوفها على السرق
وهذا تشبيه بديع لم يسمع بمثله، وهو من اللطافة على ما لا خفاء به.
ومن هذا القسم قول بعض المتأخرين من أهل زماننا:
لا تضع من عظيم قدرٍ وإن كن ... ت مشارًا إليه بالتعظيم
فالشريف العظيم ينقص قدرًا ... بالتعدي على الشريف العظيم
ولع الخمر بالعقول رمى الخم ... ر بتنجيسها وبالتحريم