فلا تنكرن لها صرعةً ... فمن فرح النفس ما يقتل

ولو بلغ الناس ما بلغت ... لخانتهم حولك الأرجل

ولما أمرت بتطنيبها ... أشيع بأنك لا ترحل1

فما اعتمد الله تقويضها ... ولكن أشار بما تفعل

وعرف أنك من همه ... وأنك في نصره ترفل

فما العاندون وما أثلوا2 ... وما الحاسدون وما قولوا3

هم يطلبون فمن أدركوا؟ ... وهم يكذبون فمن يقبل؟

وهم يتمنون ما يشتهون ... ومن دونه جدك المقبل

هذه الأبيات قد اشتملت على معانٍ بديعة، وكفى المتنبي فضلًا أن يأتي بمثلها، وهذا مقام يظهر في مثله براعة الناظم والناثر.

وقرأت في كتاب "الروضة" لأبي العباس المبرد4، وهو كتاب جمعه واختار فيه أشعار شعراء، بدأ فيه بأبي نواس، ثم بمن كان في زمانه، وانسحب على ذيله، فقال فيما أورده من شعره: وله معنى لم يسبق إليه بإجماع، وهو قوله5:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015