ولكنها مِلكٌ لربٍ مقدِّرٍ ... يعير جنوب الأرض مرتد فيها1
ولم تحظ من ذاك النزاع بطائلٍ ... من الأمر إلّا أن تُعَدّ سفيهًا
فيا نفس لا تعظم عليك خطوبها ... فمتَّفقوها مثل مختلفيها
تداعوا إلى النَّزر القليل فجالدوا ... عليه وخلَّوها لمغترفيها
وما أمُّ صلٍّ أو حليلةٌ ضيغمٍ ... بأظلم من دنياك فاعترفيها2
تُلاقِي الوفود القادميها بفرحةٍ ... وتبكي على آثار منصرفيها
وما هي إلّا شوكةٌ ليس عندها ... وجدك إرطابٌ لمخترفيها3
كما نبذت للطير والوحش رازمٌ ... فألقت شرورًا بين مختطفيها4
تناؤت عن الإنصاف من ضيم لم يجد ... سبيلًا إلى غايات منتصفيها
فأطبق فمًا عنها وكفًّا ومقلقَ ... وقل لغويّ الناس فاك لفيها5
ومن ذلك6:
أرى الدنيا وما وصفت ببرٍّ ... إذا أغنت فقيرًا أرهقته7
إذا خشيت لشرٍّ عجَّلته ... وإن رُجِيتَ لخيرٍ عوَّقته
حياة كالحبالة ذات مكرٍ ... ونفس المرء صيدٌ أعلقته
فلا يخدع بحيلتها أريبٌ ... وإن هي سوَّرته ونطقته
أذاقته شهيًّا من جناها ... وصدَّت فاه عمَّا ذوَّقته