منع من إِطْلَاقه. فَأَما قَوْله: " أذكرني آيه أسقطتها "، فَهُوَ صَرِيح فِي السَّهْو بِقَرِينَة قَوْله: " لقد أذكرني فَزَالَ الْوَهم فَجَاز الْإِطْلَاق.
وظنّ الشَّارِح أَن النهى عَن قَوْله: " نسيت " من قبيل الزام إِضَافَة الْأَفْعَال إِلَى الله لِأَنَّهُ خَالِقهَا حَقِيقَة، وإضافتها إِلَى الْغَيْر مجَاز.
وَهَذَا وهم مِنْهُ، لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لَا طرد فِي كل فعل، ولعارض قَوْله: " أسقطتهن " ثمَّ هُوَ خلاف الْإِجْمَاع فِي جَوَاز إِضَافَة أَفعَال الْعباد إِلَيْهِم مَعَ الْعلم بِأَنَّهُ مخلوقة لله، فَلَيْسَ إِلَّا مَا قدّمته. وَالله أعلم.
وَلِهَذَا خلص الْوَهم بقوله: " هُوَ نسى " لِأَن هَذَا لَا يُوهم التّرْك من نَفسه عمدا، فَتَأَمّله.
8 - (ورتل الْقُرْآن ترتيلاً} [المزمل: 4] وَقَوله تَعَالَى: {وقرآناً فرقناه لتقرأه على النَّاس على مكث ونزلناه تَنْزِيلا} [الْإِسْرَاء: 106] . وَمَا يهذّ كهذّ الشّعْر.
وَقَالَ ابْن عَبَّاس: فرقناه: فصلناه.
فِيهِ عبد الله: إِن رجلا قَالَ: قَرَأت الْمفصل البارحة، فَقَالَ: هذّا كهذّ الشّعْر. إِنَّا قد سمعنَا الْقِرَاءَة، وَإِنِّي لأحفظ القرناء الَّتِي كَانَ يقْرَأ بهَا رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ثَمَانِي عشرَة سُورَة من الْمفصل، وسورتين من آل حَامِيم.