وَلَو اسْتشْهد بِمثل " غطّوا أست قارئكم "، وَكَانَ طفْلا لم يلْتَزم ستر عَوْرَته بعد، لَكَانَ أقعد بتعليم الصّبيان.
(347 - (8) بَاب نِسْيَان الْقُرْآن، وَهل يَقُول: نسيت آيَة كَذَا وَكَذَا. وَقَوله تَعَالَى:: {ونقرئك فَلَا تنسى} [الْأَعْلَى: 6] .
فِيهِ عَائِشَة - رضى الله عَنْهَا - قَالَت: سمع النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- رجلا يقْرَأ فِي الْمَسْجِد، فَقَالَ: يرحمه الله، لقد أذكرني آيه كَذَا وَكَذَا أسقطتهن فِي سُورَة كَذَا.
فِيهِ عبد الله: قَالَ النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]-: مَا لأَحَدهم يَقُول: نسيت آيَة كَيْت وَكَيْت، بل هُوَ نسّى.
قلت: رضى الله عَنْك! ترْجم على نِسْيَان الْقُرْآن، فأضاف النسْيَان إِلَيْهِ، وَذكر الْأَحَادِيث الَّتِي ظَاهرهَا التَّعَارُض. فَقَوله -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- أسقطتهن من سُورَة كَذَا، يدّل على الْجَوَاز لِأَن الْإِسْقَاط نِسْيَان، وَقد أَضَافَهُ إِلَى نَفسه على أَنه الْفَاعِل، وَإِلَى الْقُرْآن على أَنه الْمُتَعَلّق.
وَقَوله: مَا لأَحَدهم يَقُول: نسيت آيَة كَذَا، إنكاراً لهَذَا الْإِطْلَاق، فأفهم أَن محمل الْمَنْع غير محمل الْإِذْن. فَالَّذِي منع أَن يُوهم بِإِطْلَاقِهِ أَنه ترك شَيْئا من كتاب الله، لِأَن " نسى " مُشْتَرك بَين " سَهَا " وَبَين " ترك " قصدا. فَمَا كَانَ موهماً