قلت: رَضِي الله عَنْك! كَأَن البُخَارِيّ كَانَ على مَذْهَب الْكُوفِيّين فِي هَذَا الْمَسْأَلَة، وَهُوَ أَن الذمّى إِذا سبّ يُعَزّر، وَلَا يقبل.
وَلِهَذَا أَدخل فِي التَّرْجَمَة حَدِيث ابْن مَسْعُود. وَمُقْتَضَاهُ: إِن خلق الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام الصَّبْر والصفح أَلا ترى إِلَى النَّبِي -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- ضربه قومه فأدموه، وَهُوَ يَدْعُو لَهُم بالمغفرة. فَأَيْنَ هَذَا من السبّ؟ وَكَانَ حَدِيث ابْن مَسْعُود يُطَابق التَّرْجَمَة بالأولوية.
وَقَالَ سعيد بن أبي الْحسن لِلْحسنِ: إِن نسَاء الْعَجم يكشفن رُؤْسهنَّ وصدروهن. قَالَ: اصرف بَصرك. وَقَوله تَعَالَى: {قل للْمُؤْمِنين يغضوا من أَبْصَارهم ويحفظوا فروجهم} [النُّور: 30] قَالَ قَتَادَة: عمّا لَا يحل لَهُم: {وَقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} [النُّور: 31] خَائِنَة الْأَعْين: النّظر إِلَى مَا ينْهَى عَنهُ