وَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء: إِنَّمَا تقاتلون بأعمالكم، وَقَول الله تَعَالَى {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لم تَقولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كبر مقتا عِنْد الله} [الصَّفّ: 2 - 3] الْآيَة.
وَفِيه الْبَراء: أَتَى النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] على رجل مقنع بالحديد، قَالَ: يَا رَسُول الله {أقَاتل وَأسلم. قَالَ أسلم ثمَّ قَاتل، فَأسلم ثمَّ قَاتل فَقتل.
قَالَ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : عمل قليلٌ وأجرٌ كثيرٌ.
قلت: رَضِي الله عَنْك} الْمُطَابقَة بَين التَّرْجَمَة وَبَين] الحَدِيث [ظَاهر إِلَّا قَوْله: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لم تَقولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصَّفّ: 2] لَكِن وَجهه على الْجُمْلَة أَن الله تَعَالَى عَاتب من قَالَ أَنه يفعل الْخَيْر، وَلم يَفْعَله. ثمَّ أعقب ذَلِك بقوله: {إِن الله يحب الَّذين يُقَاتلُون فِي سَبيله صفا} [الصَّفّ: 4] . فَأثْنى على من وفى وَثَبت، ثمَّ قَاتل. وَالله أعلم. وَفِي الْآيَة بِالْمَفْهُومِ الثَّنَاء على من قَالَ وَفعل، فَقَوله الْمُتَقَدّم، وتأهبه للْجِهَاد عملٌ صالحٌ قدمّه على الْجِهَاد.