ذكر في هذا البيت قول ابن فورجة، وهو الصحيح، وصوّب قول ابن جني الذي خطّأه فيه ابن فورجة. فخطّأ المصيب وصوّب المخطئ! والذي ذكر فيه ابن فورجة ذكرته في مآخذ شرح الكندي - شهد الله - إلا اختلافا قليلا في العبارة من غير وقوف عليه، لأن النهج الواضح لا يكاد يختلف فيه البصيران. وإنما ذكرته آخرا لأن هذه الشروح لم تصل إلي وتقع في يدي على الترتيب، وكل شرح منها قائم بنفسه، فإذا نصصت على موضع منها، فلا فرق بين أن يكون منها أولا أو آخرا.
وقوله: المتقارب
أمَا للخلافةِ من مُشْفِقٍ ... على سَيْفِ دَوْلَتِهَا الفَاصِلِ
يَقُدُّ عِداها بلا ضَارِبٍ ... ويَسْري إليهم بلا حامِلِ
قال: يقول: هذا سيف يقطع الأعداء من غير أن يُضرب به، ويسري إليهم غير محمول.
وأقول: هكذا قال أبو الطيب إلا إنه جعل موضع: يقطع، وموضع: عداها الأعداء،
وموضع: بلا ضارب من غير أن يضرب به، وموضع: بلا حامل غير محمول!
وفي ذلك بيان للمعنى ظاهر وفضل وافر!!
وأقول: البيت يحتمل وجهين من التفسير، أحدهما: