له ولم يحملوه على وجهه! وهم في ذلك كقوله تعالى: (ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِنَ الْعِلْم). والذي فيه من اللفظ والمعنى قد ذكرته أيضاً قبل.
وقوله: المتقارب
إذا طَلَبَ التَّبْلَ لم يَشْأَهُ ... وإنْ كان دَيْناً على مَاطِلِ
قال: إذا طلب وترة لم تفته، وان مطل بها من يطلب عنده تلك الترة؛ يعني: يدرك ثأره وان طال العهد.
وأقول: إن قوله: وإن طال العهد ليس بشيء! والماطل هو الغريم العسر الوفاء، وهو هاهنا كناية عن الشجاع، وذلك إنه لما جعل الترة دينا جعل الماطل بها شجاعا للمناسبة بين الاستعارة، وهما بخلاف الدَّين والغريم في الدَّين، فهذا معنى المطل لا ما ذكره وذلك كقوله: الكامل
مَحِكٌ إذا مطَلَ الغَريمُ بدينِهِ ... جَعَلَ الحُسَامَ لما أرادَ كفِيلا
وقوله: المتقارب
يُشَمِّرُ للُّجِّ عن ساقِهِ ... ويَغْمرُهُ المَوْجُ في السَّاحِلِ