وقوله: الوافر

ومثلُ العَمْقِ مملوءٌ دماءً ... مَشَتْ بك في مَجَاريهِ الخُيُولُ

قال: يقول: رب مكان مثل المكان العميق قد امتلأ دما مشت بك الخيل في مجاريه.

وأقول: لم يفهم أن (العمق) مكان بعينه علم من أرض (حلب)؛ أي: رب مكان مثل (العمق)، هذا الذي هو في بلدك، العميق الأرض الكثير الوحل، كثر فيه القتل حتى جرت فيه الدماء، ومشت بك في مجاريه الخيول ولم يصدك عن المسير، فكيف يصدك العمق بكثرة وحوله، والسحاب بشدة هطوله.

ويحتمل أن يكون قوله:

ومثلُ العَمْق. . . . . . ... . . . . . .

وهو يريد (العمق) نفسه، كما يقال: مثل زيد من يقول ويفعل، وكأنه يشير إلى وقعة كانت له فيه، والوجه الأول أثبت.

وقوله: الوافر

يَحِيدُ الرُّمْحُ عنك وفيه قَصْدٌ ... وَيَقْصُرُ أن يَنَالَ وفيه طُولُ

قال: يقول: بلغ من نباهتك وشرفك أن الجماد يعرفك! فالرمح يميل عنك مع أن فيه قصدا إذا طُعن به غيرك، ويقصر أن ينالك، مع طوله، هيبة لك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015