قال: ليتنا معك نتحمل عنك المشقة في مسيرك ونزولك في سفرك. هذا معنى البيت، ولكنه أساء حيث تمنى أن يكون بهيمة أو جمادا، ولا يحسن بالشاعر أن يمدح غيره بما هو وضع منه؛ لا يحسن أن يقول: ليتني امرأتك فأخدمك!

فيقال له: هذا الذي ذكره آخرا لا يحسن، ولكن يحسن من الشاعر أن يبالغ أكثر مما بالغ أبو الطيب فيتجاوز الخيل إلى أن يقول: ليت خدي أرضا لك تطؤها، وكما قال: الوافر

وكُلُّ شَواةِ غِطْريفٍ تَمَنَّى ... لِسَيْرِكَ أنَّ مَفْرِقَهَا السَّبيلُ

ومثل هذا كثير في كلامهم.

وقد تلطف أبو الطيب غاية التلطف في المراد، لكنه أحسن غاية الإحسان، وقد بينت القول في ذلك أولا من الشروح وآخرا، فتبينه!

وقوله: الخفيف

والذي تُنْبِتُ البلادُ سرورٌ ... والذي تُمْطِرُ السَّماءُ مُدَامُ

قال: والذي ينبت ذلك المكان الذي حللت به سرور؛ أي: يقيم السرور والطرب بذلك المكان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015