قال: يقول: له عسكران، خيله والطير التي تطير معها للوقوع على القتلى، فإذا رمى عسكرا بعسكره لم يبق إلا عظام الجماجم، لأن عسكر الخيل يقتلهم وعسكر الطير يأكلهم.

وأقول: لا ادري لم خص بإلقاء عظام الجماجم؟ ونحن نعلم إن عظام الناس والأضلاع والأسوق والأيدي تبقى أيضاً! وإنما يقول: إذا رمى بهذين العسكرين من الخيل والطير عسكر أعدائه قتلتهم الفرسان فسقطوا إلى الأرض فدّقت الخيل عظامهم بوطئها إلا الجماجم فإنها كُرية لا تثبت تحت حوافر الخيل فتبقى، وأكلت الطير اللحوم. وقد بالغ في موضع آخر من مدحه اكثر من هذا فجعل الجماجم تندق بالوطء في قوله: المتقارب

تَرَكْتَ جَمَاجِمَهُمْ في النَّقَا ... وما يَتَحَصَّلْنَ للنَّاخِلِ

فهذا وجه لبقاء الجماجم

ويحتمل وجها آخر وهو أن تكون الرؤوس تقطع لتُحمل فتبقى، والأجسام تُدق بالخيل وأكل الطير فتفنى.

وقوله: الخفيف

ليتَ أنَّا إذا ارْتَحَلْتَ لَكَ الخْي ... لُ وأنَّا إذا نَزَلْتَ الخِيَامُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015