وأقول: إن هذا البيت، واللذين بعده، من موطئات التخلص إلى المدح، وهي من الموطئات المظلمة، والمقدمات المؤلمة تُعمي ناظر الخاطر وخاطر الناظر، ألفاظها

واقفة راكدة، ومعانيها باردة جامدة. ومثلها الأبيات الموطئة للتخلص في قصيدته التي أولها: الطويل

لياليَّ بعدَ الظَّاعنينَ شُكولُ ... . . . . . .

فإن الشيخ الكندي كان يقول فيها ما هو قريب من هذا.

وقوله: الطويل

قياماً لِمَنْ يَشْفي من الدَّاءِ كَيُّهُ ... ومَنْ بَيْنَ أُذْنَي كُلِّ قَرْمٍ مَواسِمُهْ

قال: قياما مصدر لم يُذكر فعله، كأنه قال: قاموا قياما، وكنى بالكي عن طعنه وضربه، ولذعة حربه، وبالداء عن غوائل الأعداء. ومعناه إنه يرد، بالطعن والضرب من عصاه إلى طاعته كما يُرد من به الداء إلى الصحة بالكي.

وأقول: إن قياما جمع قائم وهو نصب على الحال فلا يُجعل مصدرا فيحتاج إلى إضمار فعل.

وقوله:

. . . . . . يَشْفي من الدَّاءِ كيُّهُ ... . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015