وقوله: الوافر
مِن المُتَمَرِّدَاتِ أذُبُّ عَنْهَا ... بِرُمْحِي كُلَّ طَائرِة الرَّشَاشِ
قال: المتمرد متفعل من المارد والمريد، وهو الذي قد أعيى خبثا، والمتمردة:
المتمنعة، يصف فرسه بالخبث وترك الانقياد لمن لا يحسن ركوبها.
والمعنى: أني أصونها برمحي من كل طعنة يترشش دمها.
وأقول: المارد والمريد هو العاتي، أي: المتكبر الشديد، فوصفها بأنها متمردة كناية عند حدتها ونزقها وشدتها، ولا يصفها بالخبث وترك الانقياد فان تلك من الصفات التي تضاد الجياد بالإضافة إلى كل ركب وكل مركوب.
وقوله: الوافر
إذا ذُكِرَتْ مَوَاقِفُهُ لِحَافٍ ... وشِيكَ فما يُنَكِّسُ لانْتِقَاشِ
تُزِيلُ مَخَافةَ المَصْبُورِ عَنْهُ ... وتُلْهِي ذا الفِيَاشِ عن الفِيَاشِ