يُشَارِكُ في النِّدامِ إذا نَزَلْنَا ... بِطانٌ لا تُشَارِكُ في الجِحَاشِ
وَمِنْ قَبْلِ النِّطَاحِ وقَبْلِ يَأني ... تَبِينُ لك النِّعَاجُ من الكِبَاشِ
قال في تفسير البيت الثاني: يقول: قبل المناطحة وقبل أوانها يتبين من ينلطح ممن لا يناطح، ومن يقاتل ممن لا يقاتل، وذلك إن الكباش تتلاعب بقرونها وان لم ترد النطاح بها، وكذلك تتلاعب الناس بالأسلحة في غير الحرب فيُعرف من يحسن استعمالها.
وأقول: قوله: وذلك أن الكباش تتلاعب. . . . . . إلى اخره، ليس بشيء، وإنما ضرب مثلا لمن يصلح للقتال، ولمن لا يصلح له بالكباش والنعاج؛ يقول: قبل النطاح يبين ذلك منهما، فتعلم أن النطاح لا يكون إلا بالكباش، ولا يكون بالنعاج، وإن كانوا من الغنم؛ لأن ذلك إنما يكون بالذُكران منها دون الإناث، فكذلك هؤلاء الذين ذكرهم في البيت الأول من أنهم يشاركون في الندام ولا يشاركون في القتال؛ يقول: قبل القتال يتبين انهم لا يصلحون له، كما قبل النطاح يتبين أن النعاج لا تصلح له، فهم، وإن كانوا رجالا، بمنزلة الإناث
وقوله: الوافر
فما خَاشِيكَ للتَّكْذِيبِ رَاجٍ ... ولا رَاجِيكَ للتَّخْيِيبِ خَاشِي