وقال العروضي: يخاطب عزمه، يقول: انظر يا عزمي: هل علم الصبح بما اعزم عليه من الاقتحام فخشي أن يكون من جملة أعدائي؟
وأقول: ويحتمل أن يكون المعنى إن الصبح لما عوده من إغارتي فيه، وإثارتي عجاج الخيل حتى أرده مظلما كالليل، خاف أن يؤوب لذلك؛ فخاطب عزمه وسأله لأن ذلك إنما يكون به. وهذا وجه ظاهر كثير في الكلام، مستعمل، فهو أولى مما ذكراه أو أراده فجمجما عنه ولم يبيناه!
وقوله: الوافر
أَيَا مَنْ عَادَ روحُ المَجْدِ فيهِ ... وصَارَ زمَانُهُ البَالي قَشِيبَا
قال: قال ابن جني: معناه: أي: روح المجد انتقل إليه فصار هو المجد على المبالغة.
وقال غيره: يا من عاد روح المجد في المجد. يعني إن المجد كان ميتا فعاد به حيا وعاد الزمان، الذي كان باليا، جديدا.
وأقول: قول ابن جني هو الأولى من جانب اللفظ لأنه لا يفتقر إلى تقدير محذوف، وقول غيره يفتقر اليه، فيقال: أيا من عاد روح المجد في المجد به أو بجوده أو ما أشبه ذلك.