وأقول: هذا ليس بشيء. وإنما خص الأكم لارتفاعها، ولو أمكنه أن يقول الجبال لقال.
يقول: عدوي فيك كل شيء رفيع حتى الأكم لأنها تحسدني على سموي ورفعتي لكونها دوني في ذلك، وقد ذكرته قبل. وهذا كقوله: البسيط
صَحِبْتُ في الفَلَواتِ الوَحْشَ مُنْفَرِداً ... حتى تَعَجَّبَ مني القُورُ والأكَمُ
وإنما خص القور والاكم دون ما انخفض من الأرض واستوى للمناسبة التي بينه وبينها في ارتفاع.
وقوله: البسيط
ألْقَى الكِرامُ الأُلَى بادوا مَكَارِمَهُمْ ... على الخَصِيبيِّ عند الفَرْضِ والسُّنَنِ
فهنَّ في الحَجْرِ منه كلَّمَا عَرَضَتْ ... له اليَتَامَى بَدَا بالمَجْدِ والمِنَنِ
قال: يقول: فالمكارم في حجره يربيها وكلما عرضت الأيتام بدأهم باستعمال المجد فمن عليهم، واحسن اليهم، وإنما ذكر اليتامى لأنه يمدح قاضيا، والقضاة يتكلفون أمر الأيتام!