والتجديل: سقوطه على الجدالة، وهي الارض، لسقوط قوته، وكل هذا من جهة الممدوح، فكأن الأسد لما لم يُغن شيئاً في قتالك، وحل به ما حل منك، قبضت منيته، التي أنت سببها، يديه وعنقه فكأنك صادفته مغلولا لذلك. وهذا في ظني ابلغ ما يُحتج به عنه ويُعتذر له به.

وقوله: الوافر

أرَى حُلَلاً مُطَوَّاةً حِسَاناً ... عَدَاني أنْ أرَاكَ بها اعْتِلالي

قال: إنما قال هذا لأنه رأى الحلل مطوية إلى جانبه ولم يره فيها؛ لأنه كان ذلك اليوم الذي لبس فيه الخلعة عليلا. ومعنى: أراك بها أي: أراك وهي عليك ومعك كما يقال: ركب بسلاحه وخرج بثيابه.

فيقال له: أسهل من هذا التقدير أن تكون بها بمعنى فيها، وقد قال ذلك في شرحه وقوله: مطوية إلى جانبه ولم يره فيها. ويكون كقول الأعشى: الخفيف

ما بُكاءُ الكبيرِ بالأطْلالِ ... . . . . . .

ولكنه أراد الإغراب في الإعراب!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015