قال: يقول: ورب هول كشفته عن أوليائك وحزبك، ورب سيف كسرته بقوة ضربك، ورب رمح تركته مهلكا باستعمالك إياه في الطعن. ومبيدا حال من الممدوح، أي: تركته مهلكا في حال إبادتك وطعنك العدو به. ولا يجوز أن يكون نصبه كنصب مبادا لأنه بعد أن صار مبادا لا يكون مبيدا. وجميع من فسر هذا الديوان جعلوا المباد والمبيد للرمح، ومثل هذا قول البعيث: الطويل

وإنَّا لنُعْطي المَشْرَفِيَّةَ حَقَّهَا ... فَتَقْطَعُ في أيْمانِنَا وتَقَطَّعُ

فيقال له: في قوله: بعد أن صار مبادا لا يكون مبيدا ما تعني بالإبادة؟ إن أردت بها الفناء الذي هو العدم فمستحيل فيه ذلك، كما ذكرت؛ لأن المعدوم لا يُعدم كما إن الموجود لا يوجد. وان جعلتها كناية عن الكسر على طريق المجاز كما يقال للشيخ الكبير: فإن، فذلك جائز ويكون المبيد والمباد كالسبب والمسّبب يجوز فيهما ذلك في حالة واحدة من غير تقديم وتأخير، ولا فرق في اللفظ بين أن تقول كاسر ومكسور أو مكسور وكاسر، ويقال، على هذا، إن كسر الرمح، إنما كان بالطعن، ودخوله في المطعون ففي ذلك الوقت حصلت الإبادة من الرمح والمطعون معا؛ هذا بالحطم وهذا بالقتل، ويكون قد أصاب جميع من فسر المباد والمبيد للرمح.

وقوله: المنسرح

يَجْذِبُها تحت خَصْرِهَا كفَلٌ ... كأنه من فِراقِهَا وَجِلُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015