لا تكثر الأموات الذين في القبور إلا إذا شقيت بك: أي: بغضبك، الأحياء، كما فسرت، بأن تقتلهم فتُكثر بهم الأموات وتلك الكثرة لا فائدة فيها ولا تأثير بها فهي كالمقلة.

وقوله: الكامل

وإذا مُدِحْتَ فلا لتُكْسَبَ رِفْعَةً ... للشَّاكرينِ على الإلهِ ثَنَاءُ

قال: يقول: بلغت من الرفعة غاية لا تزداد بمدح المادحين علوا، ولكنك تُمد ليؤخذ منك العطاء، وليعد الشاعر في جملة مدّاحك كالشاكر لله تعالى يُثنى عليه ليستحق به أجرا ومثوبة.

وأقول: قوله: ولكنك تُمدح ليؤخذ منك العطاء. . . . . . إلى آخره ليس بشيء!

والمعنى: إنك تُمدح لا لتكسب بالمدح علوا - وقد جاوزت العلو - ولكن لك نعم على الناس شكرها واجب، فيذكرونها شاكرين لك، وفيها ثناء عليك، كما أن البارئ - سبحانه - إذا شكرت نعمه لا يُكسب بالثناء عليه رفعة فكذلك أنت. وفي هذا قلة تحرج وكثرة غلو.

وقوله: المتقارب

وهَوْلٍ كَشَفْتَ ونَصْلٍ قَصَفْتَ ... ورُمْحٍ تَرَكْتَ مُبَاداً مُبِيدَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015