وقوله: الخفيف

ما تُرِيدُ النَّوَى من الحَيَّةِ الذَّوَّ ... اقِ حَرَّ الفَلا وبَرْدَ الظِّلالِ

قال: عنى بالحية نفسه؛ يريد إنه كثير السفر قد تعود حر الفلوات بالنهار وبرد الليل، والليل ظل كله، وهذا شكاية من الفراق وانه مبتلى به.

وأقول: ليس هذا شكاية من الفراق كما ذكر لأن الشكاية إنما تكون من الضعيف المتألم؛ مأخوذ من الشكو وهو المرض، وكيف يشكو وقد جعل نفسه بمنزلة الحية التي قد أدمنت وتمرنت على الحر والبرد، وإنما هذا استفهام إنكار وتوبيخ للنوى في ولوعها به وتعرضها له وهو لا يعبأ بها، وكيف يشكو النوى وهو أمضى في الروع من ملك الموت لا يخاف أحداً م ولا يرتدع من أحد عن زيارة محبوبه: الخفيف

. . . . . . ... وأسْرَى في ظُلْمَةٍ من خَيَالِ

أي: إذا شاء وصال حبيبه كان في الليل كطيف الخيال وهذه صفات لنفسه بالقوة لا بالشكاية التي هي ضعف.

وقوله: الخفيف

وربيعاً يضَاحِكُ الغَيْثَ فيه ... زَهَرُ الشُّكْرِ في رِيَاضِ المَعَالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015