وقوله: الطويل

ولم نَرَ شَيْئاً يَحْمِلُ العِبَْء حَمْلَهُ ... وَيَسْتَصْغِرُ الدُّنْيَا ويَحْمِلُهُ طِرْفُ

لم يذكر ما في هذا البيت!

وأقول: العبء: الحمل الثقيل، فيجوز أن يكون الممدوح يحمل العبء، ويستصغر الدنيا بالإضافة إلى ما يحمله، ومع ذلك يحمله طرف وقد حمل ما تصغر الدنيا عنده فيكون التعجب من شيئين: من حمل العبء الذي تصغر الدنيا عنده، ومن حمل الطرف له ولما يحمله.

ويجوزان يكون قوله: ويستصغر الدنيا لأنه أعظم منها، ويحمله مع ذلك الطرف! فالتعجب هاهنا من شيء واحد؛ ممن هو أعظم من الدنيا كيف يحمله طرف، والطرف جزء من الدنيا صغير؟!

وقوله: الطويل

وَلَسْتَ بدونٍ يُرْتَجَى الغَيْثُ دُونَهُ ... ولا مُنْتَهَى الجُودِ الذي خَلْفَهُ خَلْفُ

قال: أي لست بقليل من الرجال ولا صغير المقدار، ولست بخسيس يرتجى الغيث ولا ترتجى، وليس وراءك للجود منتهى، والمعنى: أن الجود مقصور عليك لا يرتجى دونك ولا يتجاوز عنك كما قال أشجع: المتقارب

فلا خَلْفَهُ لامرئٍ مَطْمَعٌ ... ولا دُونَهُ لامرئٍ مَقْنَعُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015